تعيش بلدنا الحبيبة في هذه الأيام واحدة من الأزمات المتعددة المفروضة انتقاماً منها كآخر من يمثل الحق في زمن الباطل.

لقد اعتادت بلدنا على الأزمات وكانت تخرج منها أقوى مما كانت عليه قبلها، لا بل أنها دائماً ما تعود لتستقطب العالم بأسره وهو الذي لا يعترف إلا بالمنتصر ولا يحترم إلا القوي.

وأثبت شعبنا العربي في سورية أنه شعب معتاد على العزة والكرامة بحيث أصبحت عزته تتقدم كل ما عداها على سلم أولوياته، إلى أن تفوقت على حاجاته الأساسية.

وكان من أهم جوانب الحرب على سورية العقوبات التي تعرض لها اقتصادنا الوطني، ورغم تأثيراتها السلبية على العديد من المجالات، فقد كان المستثمرين الذين انسحبو وسحبوا استثماراتهم منها هو عدد محدود لا يتجاوز عدد أصابع اليد.

وهو ما يؤكد أن سوقنا الوطنية هي سوق خام تجذب المستثمرين قبل أن يُجتَذبوا إليها، فالمستثمر يبحث عن أسواق تصريف منتجاته قبل أن يبحث عن توفير مستلزمات إنتاجه، وإذا تكلمنا عن قطاع التأمين بشكل خاص فإننا لم نجد أية حالة انسحاب لمستثمرين أساسيين من هذه السوق.

لذا فإنه من واجبنا حالياً، وكل من موقع مسؤوليته، أن ندعم اقتصادنا الوطني ونقف مع اقتصادنا ومنتجاتنا الوطنية كما وقفنا مع حالتنا السياسية المقاومة، لنمضي إلى بناء الاقتصاد المقاوم وثقافة المقاومة بشكل عام.

فإلى كل من يهمه الأمر من أصدقائنا وأعداءنا، دولاً وشعوباً، اقتصاديين ومستثمرين، نردد ماقاله شاعر المقاومة الكبير محمود درويش، ((على هذه الأرض ما يستحق الحياة)).